أتت تسمية السرطان من اللغة اليونانية، نسبة إلى شكل المقطع العرضي للورم الخبيث، والذي تظهر فيه الأوردة الدموية مشدودة بصورة تشبه أقدام حيوان السلطعون، وهو كائن قشري برمائي يعرف أيضا بـ"الكابوريا" و"القبقب".
والسرطان تسمية عامة لمجموعة تضم أكثر من مائة نوع من الأمراض، وبالرغم من عددها الكبير فإن جميع أنواع السرطان تحدث نتيجة حصول نمو غير طبيعي في خلية ما وتحولها إلى خلية سرطانية، مما يؤدي إلى نمو غير متحكم فيه وقد يمتد ليص إلى الأنسجة المجاورة.
كيف يحدث السرطان
قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تعلم أن الانقسام الخلوي يتم بعد عملية مضاعفة جزيئة ADN ، وذلك بتحفيز من بروتين غشائي يدعى RAS، كما يجب أن تعلم أن كبح عملية الانقسام الخلوي تتم بواسطة منع جزيئة ADN من المضاعفة وذلك بواسطة بروتين يسمى P53.
يبدأ السرطان بحصول طفرة في الحمض النووي "DNA" للخلية، وبالظبط في الجين (المورثة) المسؤول عن إنتاج P53، وحدوث هذا التغير فيه يؤدي إلى تحول الخلية إلى خلية غير طبيعية - سرطانية، بحيث تشرع في انقسامات غير متحكم بها.
يبدأ السرطان بحصول طفرة في الحمض النووي "DNA" للخلية، وبالظبط في الجين (المورثة) المسؤول عن إنتاج P53، وحدوث هذا التغير فيه يؤدي إلى تحول الخلية إلى خلية غير طبيعية - سرطانية، بحيث تشرع في انقسامات غير متحكم بها.
وهناك عدة عوامل قد تؤدي أو تزيد مخاطر حدوث الطفرات في المادة الوراثية، مثل:
- التعرض للمواد الكيميائية المسرطِنة.
- أشعة الشمس.
- الفيروسات والبكتيريا، مثل فيروس الورم الحليمي البشري "HPV".
- التقدم في العمر وعملية الشيخوخة.
- بعض أنواع السرطان ترتبط بأنماط الحياة غير الصحية مثل تناول الكثير من الدهنيات والبدانة والخمول.
- الخمر والتدخين في بعض أنواع السرطان.
ويتعامل الجسم مع الخلايا التي فيها أخطاء في "DNA" ضمن ثلاثة خيارات:
- أولا: إصلاح المادة الوراثية ضمن آلية محددة في الخلية.
- ثانيا: في حال فشل إصلاح المادة الوراثية، فإن الخلية تقوم بإنهاء حياتها، أو ما يسمى بالموت الذاتي المبرمج "Apoptosis".
- ثالثا: يقوم جهاز المناعة بالتعرف على الخلايا غير الطبيعية ومهاجمتها والقضاء عليها، وهذا يفسر سبب ارتفاع حالات السرطان لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض في جهازهم المناعي مثل متلازمة نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".
ويؤدي الفشل في التعامل مع الخلايا غير الطبيعية ضمن الآليات السابقة إلى حدوث السرطان واستمراره، فالخلية السرطانية لها صفتان أساسيتان:
- -نمو غير متحكم فيه.
- -قدرة على الانتشار في المناطق المجاورة أو البعيدة، وتسمى الأخيرة "metastasis". ويسمى السرطان الناجم عنها بالسرطان النقيلي، وهو الذي يكون منشأه من مكان آخر مثل سرطان الرئة الذي يكون منشأه الكبد.
ما الفرق بين السرطان الحميد والخبيث؟
السرطان الذي يعرف أيضا باسم الورم الخبيث يختلف عن نوع آخر من الأورام تسمى بالحميدة "Benign". والورم الحميد هو نمو غير طبيعي للخلايا ولكنه لا يمتلك القدرة على الانتشار لمناطق مجاورة أو أخرى.
ومع ذلك، فإن الأورام الحميدة قد تشكل خطرا على الصحة إذا ما كانت تضغط على عضو مهم مثل الدماغ، مما قد يؤدي إلى مضاعفات، وعادة لا يعود الورم الحميد بعد استئصاله على عكس الورم الخبيث "السرطان" الذي قد يرجع من جديد.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم وقد حصد في العام 2015 أرواح 8.8 مليون شخص
لماذ لم نهزم السرطان ؟
يطرح هذا السؤال بشكل متواصل: لماذا لم يتمكن العلم من هزيمة مرض السرطان؟
في السابق -قبل مئات السنين- كان الشخص يصاب ويموت بالسرطان من دون أن يعرف أحد، كل ما يظهر كان أن الشخص يصاب بالتعب فجأة ويعيش أياما أو أسابيع قبل أن يموت. أما اليوم فأصبح العلم قادرا على معرفة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان نتيجة الجينات أو البيئة، وأصبح بالإمكان عمل تدابير حتى قبل الإصابة بالسرطان.
فمثلا نعرف حاليا أن هناك ما يسمى بطفرات جين (BRCA) والتي تحدث في نوعين من الجينات: جين (BRCA1) و(BRCA2)، والتي تؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض، كما أن العلاج يكون صعبا، ولذلك يتم نصح النساء اللواتي يحملن هذه الطفرة بإجراء استئصال للثديين والمبيضين بشكل وقائي قبل ظهور السرطان.
وهذه الجراحة أجريت للممثلة الأمريكية أنجلينا جولي، والتي خضعت لاستئصال المبيضين لتجنب خطر الإصابة بسرطان المبيض الذي أودى بحياة والدتها الممثلة مارشلين برتراند عن 56 عاما، وأيضا خضعت لاستئصال ثدييها.
وفي السنوات الأخيرة تم إحراز تقدم ملحوظ نحو فهم السمات المميزة لتطور السرطان وعلاجه، وتشمل المعالجات على العلاج الإشعاعي والجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج المناعي والعلاج الهرموني.
ومن التطورات في علاج السرطان استخدام العلاج المستهدف، وهو علاج يعمل من خلال استهداف جينات السرطان أو البروتينات أو بيئة الأنسجة التي تساهم في نمو السرطان وبقائه.
وشهدت السنوات القليلة الماضية تطورات كبيرة، مثل:
- استخدام العلاج المستهدف (تراستوزوماب) في علاج سرطان الثدي.
- استخدام الأجسام المضادة (ريتوكسيماب) في علاج ورم الغدد اللمفاوية.
- استخدام العلاجات المستهدفة في سرطان خلايا الكبد وسرطان الخلايا الكلوية.
- استخدام العلاجات المستهدفة لتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة في سرطانات مثل سرطان القولون وسرطانات الرأس والعنق وسرطان البنكرياس.
خيارات علاج السرطان
هناك ثلاثة خيارات رئيسية لعلاج السرطان، تشمل:- الجراحة، إذ يتم استئصال الكتلة أو الأنسجة السرطانية.
- العلاج الإشعاعي، عبر تسليط أشعة على النسيج السرطاني لقتل خلاياه.
- العلاج الكيميائي، عبر إعطاء المريض أدوية كيميائية للقضاء على الخلايا السرطانية.
- العلاج البيولوجي "Biological therapy"، إذ يتم إعطاء المصاب مواد تساعد جهاز مناعته، مثل الإنترلوكين والإنترفيرون.
- العلاج الهرموني.
- زراعة الخلايا الجذعية.