recent
أخبار ساخنة

الاستجابة المناعية النوعية و خاصياتها

OTHMANE RAJJAL
الصفحة الرئيسية


من بين التهديدات العديدة التي تواجهها الكائنات الحية: المرض نتيجة الإصابة بالبكتيريا والفيروسات والفطريات وغيرها من الأجسام الغريبة غير الذاتية المسببة للأمراض. تمتلك جميع الكائنات الحية دفاعات غير نوعية (أو دفاعات فطرية) توفر لها بعض الحماية التي تحتاجها.

هذا النوع من الدفاعات موجود عند جميع الحيوانات ، من الإسفنجيات إلى الثدييات. بالإضافة لهذا، تمتلك الحيوانات الفقارية كالإنسان خط دفاع إضافي يسمى المناعة النوعية. تسمى المناعة النوعية أيضًا المناعة المكتسبة.


تجارب الكشف عن الاستجابة المناعية النوعية



للكشف عن الاستجابة المناعية النوعية أو المناعة المكتسبة و أصنافها، تم إجراء ثلاثة تجارب على مجموعة من الفئران (A و B و C و D و E و F و G و H)، لها نفس CMH (مركب التلاؤم النسيجي) و ذلك باستعمال المواد التالية :


  • السُّمين : هو مادة سامة تنتجها بعض البكتيريات يسبب المرض و الموت عندما يكون بتركيز كبير. في هذه التجارب تم استعمال عدة أنواع من السُّمينات (سُمين الكزاز و سُمين الدفتيريا).
  • الذوفان : و هو مادة فقدت قدرتها الممرضة و احتفضت بقدرتها على إثارة استجابة مناعية. في هذه التجارب تم استعمال ذوفان لعدة مواد مختلفة (ذوفان الكزاز و ذوفان الدفتيريا).
  • BCG : هو لقاح يحتوي على بكتيريا تحدث سلا خفيفا (Vaccin Billié de Calmette et Guerrin).
  • BK : بكتيريا مسببة للسل (Bacille de Koch).

التجربة الأولى



بعد تمنيع الفأرين A و B بذوفان الكزاز، تم حقنهما بعد مرور 15 يوما على التوالي بسُمين الكزاز و سمين الدفتيريا، فكانت النتيجة أن الفأر A بقي حيا بينما الفأر B مات نتيجة حقنه بسمين الدفتيريا.

يدل بقاء الفأر A حيا على أنه اكتسب مناعة نوعية ضد سمين الكزاز عكس الفأر الذي مات بعد حقنه بسمين الدفتيريا، مما يدل على أن هذا الأخير غير مُمنع تجاه هذا المرض. تعتبر هذه الاستجابة المناعية نوعية لأنها تُمكن الفئران من مقاومة سُمين الكزاز دون باقي الأمراض.


التجربة الثانية


بعد حقن الفأر C بحقنة تحتوي على بكتيريا تُحدث سلا خفيفا (BCG)، ثم بعد ذلك بـ 15 يوما، نحقنه بعصيات Koch المسببة للسل (BK)، نلاحظ بقاء هذا الفأر حيا، إذن فهو مُمنع ضد عصيات Koch. من جهة أخرى، نستخلص مصل هذا الفأر C و كرياته اللمفاوية، و نحقن الأول (المصل) لفأر D ثم نحقنه بعصيات Koch، فنلاحظ موت هذا الفأر (غير مُمنع). نحقن بعد ذلك الكريات اللمفاوية المعزولة من الفأر C لفأر ثالث E، ثم نحقنه كذلك بعصيات Koch، فيبقى هذا الفأر حيا (مُمنع).

يتبين من هذه التجربة أن العناصر التي أكسبت الفأر E مناعة ضد عصيات Koch المسببة للسل، هي الكريات اللمفاوية (خلايا مناعية)، نتحدث عن استجابة مناعية نوعية ذات وسيط خلوي.



التجربة الثالثة


بعد حقن فأر F بذوفان الدفتيريا، و حقنه بعد ذلك بـ 15 يوما بسُمين الدفتيريا، يبقى هذا الفأر حيا، مما يدل على أنه اكتسب مناعة ضد هذا السمين. عند عزل مصل هذا الفأر المُمنع و حقنه لفأر G، ثم حقن هذا الأخير بسمين الدفتيريا، يلاحظ عدم موت هذا الفأر و بقاؤه حيا، الشيء الذي يدل على أنه هو الآخر ممنع ضد سُمين الدفتيريا. لكن عند عزل الكريات اللمفاوية للفأر F و حقنها لفأر آخر H، لم تمنع هذا الأخير من الموت عند حقنه بسمين الدفتيريا.

يتضح من خلال هذه التجربة أن مصل الفأر F هو الذي أكسب الفأر G مناعة تجاه سمين الدفتيريا بواسطة مواد تسمى مضادات الأجسام، تدعى هذه الاستجابة بالاستجابة المناعية النوعية ذات وسيط خلطي.


مفهوم الذاكرة المناعية


تتميز الاستجابة المناعية النوعية، سواء كانت ذات وسيط خلوي أو خلطي، بخاصية مهمة تدعى الذاكرة المناعية. 

لمعرفة المقصود بهذه الخاصية و أهميتها في الاستجابة المناعية النوعية، وكيف تتذكر عناصر الجهاز المناعي مولدات المضاد عند دخولها المتوالي، أجريت التجارب التالية:


مفهوم الذاكرة المناعية


تجربة 1: 

رفض الطعم ناتج عن عدم التلاؤم النسيجي بين الفأرين وتطلب الرفض مدة زمنية طويلة نسبيا


تجربة 2: 


بعد التطعيم الأول، يرفض الفأر B الطعم لكن في مدة زمنية أقل وذلك ناتج عن تعرف عناصر جهازه المناعتي مسبقا على خلايا نسيج الطعم على اعتبار أنها غير ذاتية


تجربة 3: 


رغم كون الطعم تم لأول مرة لدى الفأر c إلا أن رفضه تم في مدة زمنية تطابق التجربة الثانية مع اختلاف ظروف التجربتين، وذلك بفعل تلقي الفأر C للمفاويات الفأر B وبالتالي فإن العناصر المناعتية المتدخلة في التعرف على مولد المضاد ومهاجمته بأسرع وقت عند دخوله الموالي لنفس الجسم هي عبارة عن لمفاويات.



تتمكن اللمفاويات من التعرف مولد المضاد ومحاربته بأسرع وقت خلال دخوله المتكرر لنفس الجسم وذلك بفعل تعرفها المسبق على نفس مولد المضاد، وبالتالي فإن للجهاز المناعتي يحتفظ بذاكرة تمكنه من محاربة مولد المضاد بشكل أكثر نجاعة وفعالية عند الدخول المتكرر لهذا الأخير.


مفهوم الذاكرة المناعية
آلية الذاكرة المناعية


عند الحقن الأول لمولد المضاد، تحدث استجابة مناعية تتجلى في انتاج مضادات الأجسام. تتميز هذه الاستجابة الأولية بكونها غير فورية (تتطلب مدة طويلة) و نسبة مضادات الأجسام المنتجة متوسطة. أما بعد الحقن الثاني لنفس مولد المضاد، تحدث استجابة مناعية ثانوية، تتميز بكونها فورية و نسبة مضادات الأجسام المُنتجة كبيرة. تدل هذه المعطيات على أن الجسم يتميز بذاكرة مناعية تجاه مولد المضاد، فيكون رد الفعل سريعا و قويا في حالة الاتصال الثاني بمولد المضاد.


باختصار تتميز الاستجابة المناعية النوعية بكونها تستهدف نوعا محددا من مولد المضاد، لهذا توصف بأنها نوعية و تتم بواسطة مسلكين مختلفين:


  1. استجابة مناعية ذات وسيط خلوي : تحدث بتدخل الخلايا اللمفاوية.
  2. استجابة مناعية ذات وسيط خلطي : تحدث بتدخل عناصر توجد على مستوى المصل تسمى مضادات الأجسام.

تتميز كذلك هذه الاستجابة النوعية بذاكرة مناعية، فبعد إزالة عنصر غير ذاتي من الجسم ، تسمح الذاكرة المناعية بالتعرف على المستضد "غير ذاتي" وإزالته بسرعة وفاعلية أكبر إذا تمت مواجهته مرة أخرى.


اضطرابات الجهاز المناعي


تسمح دراسة الاستجابات المناعية للعلماء أيضًا بفهم أمراض الجهاز المناعي. على سبيل المثال ، تحدث اضطرابات فرط الحساسية عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه مستضد ما ، مما يتسبب في تلف الأنسجة السليمة. ونتيجة لهذا الجسم المضاد المفرط وT C نشاط الخلايا يمكن أن يكون غير ضار نسبيا (كما هو الحال مع الحساسية لحبوب اللقاح، اللبلاب السام، أو قوالب) أو قاتلة (كما هو الحال مع أمراض المناعة الذاتية أو الحساسية لسم النحل والمضادات الحيوية).


في الطرف الآخر من الطيف توجد أمراض نقص المناعة ، وهي حالات لا يستجيب فيها الجسم بفعالية ضد الغزاة الأجانب. فيروس نقص المناعة البشرية (فيروس نقص المناعة البشري) العدوى يسبب الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسب) من خلال مهاجمة T H الخلايا. في بعض الأحيان يولد الفرد بجهاز مناعي ضعيف ، ولكن عادة ما يتم اكتساب هذه الاضطرابات (على سبيل المثال ، من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية). مهما كان السبب ، فإن الفرد يواجه صعوبة في مكافحة العدوى.


نظرًا لأن الاستجابات المناعية تظهر خصائص تحمل الذات والخصوصية والذاكرة ، فإن الجسم السليم مجهز جيدًا لإزالة الغزاة الأجانب ومنع العدوى المتكررة. يؤثر العمر والتغذية والتمرين والضغط النفسي على قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.

google-playkhamsatmostaqltradent