recent
أخبار ساخنة

حيلة الخلايا السرطانية للهروب من الجهاز المناعي

OTHMANE RAJJAL
الصفحة الرئيسية

تعتبر أدوية المعالجة المناعيّة للسرطان التي تُحفِّز الجهاز المناعي لمحاربة الأورام ومقاومتها واعدة جدًا، إلّا أنها ما زالت تخيب آمال العديد من المرضى. وفي بحثٍ تم إجراؤه مؤخرًا قد يساعد على توضيح الأسباب وراء تفلت بعض أنواع السرطانات من أحدث أنواع العلاجات كما ويقدِّم بعض الأدلة التي ستقود إلى حلٍّ ما.


موضوع الدراسة:



تركِّز الدراسة المنشورة يوم الخميس في صحيفة (Cell) على سرطان القولون والبروستات، والتي تعتبر أكثر أنواع السرطانات مساعدة للوصول لآلية مفتاحية لأدوية العلاج المناعي.



تقوم هذه الأدوية بحجب الإشارة التي ترسلها الأورام لإعاقة الجهاز المناعي، والتي تنتقل عبر جزيء موجود على سطح إحدى الخلايا السرطانية.



إنَّ المعضلة تكمن في أنَّ ذاك الجزء المسمى بـ(PD-L1) لا يظهر على أسطح جميع الأورام، وفي مثل هذه الحالات ستواجه الأدوية معيقات في إيقاف الإشارة التي يرسلها الورم.


آلية استخدام جزيء PD-L1



تشير الدراسة الحديثة -والتي تشكل جزءًا من عدَّة أبحاث أُجريت على نفس الموضوع- بأنه حتى مع عدم وجود جزي (PD-L1) على سطح الورم السرطاني، فإنَّه يتم استخدام هذا الجزيء بطريقةٍ ما لمباغتة وخداع جهاز المناعة.



فعوضًا عن وجود الجزيء على سطح الورم، يقوم هذا الأخير ببثه في الجسم حيث يتنقل ليصل محاور جهاز المناعة والعقد الليمفاوية مباغتًا بذلك الخلايا المتجمعة هناك.



وصرَّح الطبيب “روبرت بليلوتش Dr. Robert Blelloch” -أحد الرؤساء المؤسسين لقسم المسالك البولية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وكبير الباحثين في الدراسة الحالية-:



تعمل هذه الجزيئات على إعاقة نشاط خلايا المناعة عن بعد.


خداع الجهاز المناعي


واكتشف علماء من جامعة كاليفورنيا – سان فرانسيسكو، بأنَّهم قادرين على معالجة فأرٍ من سرطان البروستات، ما إذا استطاعوا إزالة جزيء (PD-L1) عند مغادرته الورم وانتقاله للعقد الليمفاوية وخداع الجهاز المناعي؛ وبالفعل قاموا بإزالته وبعدها قام جهاز المناعة بمحاربة الورم بفاعلية.



أضف على ذلك أنَّ الجهاز المناعي لنفس الفأر أبدى قدرته على محاربة الورم لاحقًا حتى بعد عودة ظهور جزيء (PD-L1) فيه، وهذا ما دفع الطبيب “بليلوتش” للاستنتاج أنَّه يمكن تدريب الجهاز المناعي للتعرُّف على الورم، كما يقوم المصل بتدريبه على التعرف على الفايروسات.



ويجدر التنويه إلى أنَّه تم تطبيق هذه التجربة في مختبر التجارب على الفئران وليس الإنسان؛ مما أثار الشك حيال نجاح العملية في جسم الإنسان. ووصف الطبيب“Ira Mellman” -نائب رئيس قسم علم المناعة السرطاني في مؤسسة Genentech-، نتائج البحث:




إنَّ النتائج مرضية ومثيرة إلى حدٍّ كبير، ولكن مع جميع التجارب على الفئران، فإنَّنا لا نحصل إلّا على آليات أساسية بسيطة، أمّا كيف يتم ترجمتها في ظل ظروف جسم الإنسان العلاجية فهذا ما يُعد غامضًا. يبدو الطبيب “ميلمان” متشككًا لكنّه يُخطط للقاءٍ قريبٍ مع الطبيب “بليلوتش” لمناقشة نتائج العمل.



ويتماشى البحث الجديد مع الدِّراسات الحديثة، بما فيها البحث الذي تم نشره العام الماضي في صحيفة (Nature)، والذي يبين قدرة جزيء (PD-L1) المبعوث من الورم السرطاني على قمع وظائف الجهاز المناعي في الجسم.



تعرف تلك الجزيئات حين انتقالها خارج الخلية “بالاكسوزومات” أو الحويصلات خارج خلوية؛ والتي يعتبر اكتشافها واحدة من أسرع التطورات التي صقلت الحقل الطبي، والتي تعدُّ من بين أكثر الاكتشافات الواعدة خلال عقود من الزمن.



تم منح جائزة نوبل لعالمين نهاية العام الماضي وهما: “James P. Alliso” من مركز إم دي آندرسون لأمراض السرطان في هوستون، و”Tasuku Honjo” من جامعة كيوتو في اليابان؛ اللذان حققا أعمالًا رائدة في العلاج المناعي.



الأبحاث مستمرة


ومع انطلاق بحثٍ جديدٍ لا يهدف إلى صقل العلاجات وحسب -تلك التي قد يكون لها الكثير من الآثار الجانبية- بل وإلى البحث عن جزيئات أخرى لها علاقة بالرقصة الخطيرة بين السرطان ونظام المناعة.



العديد من الدراسات الأخرى مطلوبة في هذا المجال؛ إلّا أنَّ الطبيب “بليلوتش” قال بأنَّ هذه النتائج أعطته بصيص أملٍ للبحث عن الوسائل التي ستمكنه من اتخاذ الخطوات التالية المتمثلة بتحويل هذا الاكتشاف إلى علاجٍ واقعي.



واختتم البحث بأنَّ التدخل في ايقاف جزيء (PD-L1) حين انتقاله للعقد الليمفاوية سيقود إلى مناعة منتظمة طويلة الأمد ضد الأورام.

google-playkhamsatmostaqltradent