ادعاءات كاذبة
في الوقت الذي ما زالت فيه جهود البحث عن لقاح لفيروس كورونا سائرة على قدم و ساق، فإن الكثير من الجهات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مازالت تشكك في نجاعة ذلك بل و قد تصف الأمر بالمؤامرة لتخويف الناس من استخدام هذه اللقاحات المستقبلية، و هو ما تحاربه مواقع التواصل الاجتماعي.
منصة الفيديو الشهيرة يوتيوب التابعة لجوجل أشارت إلى أنها ستقوم بحذف جميع الفيديوهات على منصتها و التي تشجع على عدم أخذ اللقاحات الخاصة بكوفيد 19 أو التي تشكك في فعاليتها و التي تروج لنظرية المؤامرة بشأنها، لأن ذلك قد يتسبب في رفض البعض لها و هو ما قد يؤثر على الصحة العامة، و تتنوع هذه المزاعم ما بين أن اللقاح الجديد قد يكون مضرا بالصحة أو انه قد يتسبب في موت من يتلقونه و غيرها من المزاعم الكاذبة و التي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي.
و ليست يوتيوب وحدها من تقوم بهذا العمل الكبير لمحاربة التضليل الخاص بلقاحات كوفيد 19، بل جميع مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر و فيسبوك التي أعلنت عدم التسامح مع بشكل صريح لمقاطعة حملات التلقيح الخاصة بلقاح فيروس كورونا، حيث أعلنت المنصة عن إستحداث معايير جديدة لمواجهة هذا الأمر، وقالت في تعليقها على ذلك عبر بيان رسمي
"إذا كان هناك إعلان يثني شخصًا بشكل صريح عن الحصول على اللقاح ، فسنرفضه".
و يأتي هذا النوع من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في الوقت الذي يشهد فيه لقاح فيروس كوفيد 19 تطورا كبيرا، حيث تعمل مجموعة من الدول و المنظمات الصحية على ذلك من أجل أن يرى النور في أقرب الأجال.
كانت الشبكة الاجتماعية قد سمحت سابقًا للإعلانات بالتعبير عن معارضة اللقاحات إذا لم تحتوي على ادعاءات كاذبة.
وقالت إن القواعد الجديدة سيتم تطبيقها "خلال الأيام القليلة المقبلة" ، لكن بعض الإعلانات سيستمر عرضها في غضون ذلك.
وأضافت أنها تطلق حملة لتزويد المستخدمين بمعلومات حول لقاح الإنفلونزا ، بما في ذلك مكان الحصول على لقاح الإنفلونزا في الولايات المتحدة.
وكتبت الشركة في تدوينة لها
"هدفنا هو مساعدة الرسائل المتعلقة بسلامة وفعالية اللقاحات على الوصول إلى مجموعة واسعة من الناس ، مع حظر الإعلانات التي تحتوي على معلومات خاطئة يمكن أن تضر بجهود الصحة العامة" .
في وقت سابق من العام ، قال مدير السياسة العامة في فيسبوك ، جيسون هيرش ، لرويترز إن الشركة تعتقد أنه يجب أن يكون المستخدمون قادرين على التعبير عن وجهات نظرهم الشخصية المضادة للقاحات. وقال إن المزيد من الرقابة الصارمة قد تدفع الناس المترددون بشأن اللقاحات نحو معسكر مكافحة اللقاحات.
الضغط السياسي
تأتي هذه التحركات في الوقت الذي واجهت فيه حكومة المملكة المتحدة انتقادات متجددة بشأن مقدار الوقت الذي تستغرقه لتمرير قانون جديد لمعالجة المعلومات المضللة عبر الإنترنت وغيرها من القضايا التي تتعلق بعمالقة وسائل التواصل الاجتماعي.
قال رئيس لجنة وزارة الثقافة والإعلام والرياضة ، جوليان نايت ، إن التأخير في تمرير مشروع قانون الأضرار على الإنترنت كان "غير مبرر" وهاجم الحكومة لفشلها في تمكين الجهة التنظيمية من التعامل مع الشكاوى ذات الصلة ،
استجوبت اللجنة وزير الثقافة أوليفر دودن حول مشروع القانون. وقال إنه سيتم نشر مشروع قانون في عام 2021 ، وأضاف أنه يجب أن يتضمن "عقوبات صارمة" لمن يخالف القواعد.
لكن أحد الخبراء أثار مخاوف من أن شركات التكنولوجيا ستترك لتنظيم نفسها بنفسها في هذه الأثناء. قالت أنسا مالك ، مستشارة وسائل التواصل الاجتماعي:
حجم المحتوى المعرّف على أنه معلومات مضللة يتجاوز عدد الموظفين للإشراف على مثل هذه الأشياء.
وجهة نظر
مع اقتراب احتمال ظهور لقاح لفيروس كورونا ، تنتشر المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة المحيطة به على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد.
يتضمن ذلك كل شيء بدءًا من الادعاءات الكاذبة بأن اللقاح هو أداة للإبادة الجماعية إلى نظريات المؤامرة التي لا أساس لها حول قيام بيل جيتس بتقليص سكان العالم.
لهذا السبب ، سيتم الترحيب بالخطوات التي يتخذها YouTube و Facebook. تم انتقاد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لأنها لم تتصرف بالسرعة الكافية لمعالجة المعلومات الصحية الخاطئة في وقت مبكر من الوباء - وسيطمئن الكثيرون إلى أنهم يتطلعون إلى المستقبل.
لكن السؤال المختلف تمامًا هو مدى جودة تنفيذ هذه الإجراءات الجديدة ، ومدى فعاليتها - وما إذا كان من الممكن أن تكون متأخرة جدًا.
إن التعرض التدريجي لمحتوى نظرية المؤامرة يمكن أن يزرع بذور الشك في أذهان الكثيرين حول لقاح لفيروس كورونا. بالإضافة إلى أن هذه المعلومات المضللة تقوض المخاوف المشروعة من أن أي لقاح متوفر آمن ومعتمد بشكل صحيح.