تنتمي الحفريات إلى نوع من الحيوانات المنقرضة يسمى الماموث الصوفي |
يعتبر الماموث الصوفي أحد الحفريات (المستحاثات) التي تنتمي لعائلة Elephantidae، وهو من الثدييات ذات الخرطوم التي عاصرت الانسان العاقل والنياندرتال، والتي تتميز بنظام غذائي نباتي، ولم يتبق من هذه العائلة سوى الفيل الافريقي والفيل الآسيوي.
آخر مجموعة من الماموث الصوفي حسب دراسة حديثة، ماتت قبل أربعة آلاف سنة فقط في جزيرة بعيدة من القطب الشمالي المتجمد، على عكس ما كان معروفا سابقا. وهذا من شأنه أن يعيد صياغة النظرية المحتملة وراء أسباب الانقراض الهائل.
أول حفرية للماموث الصوفي تم اكتشافها
لعبت بيئة الماموث الصوفي وظروف عيشه وبنيته الفيزيولوجية دورا كبيرا في التكيف مع العصر الجليدي ومن الحفاظ على جثته كاملة، حيث كان يتميز بفرو طويل وكثيف يصل طول الشعرة فيه إلى نحو 50 سم، يكسو معطفا من الجلد السميك الذي يبلغ سمكه نحو 2.5 سم، كما توجد طبقة عازلة من الدهون أسفل هذا المعطف الجلدي يصل سُمكها لنحو 8 سم.
وقد اكتشفت أول جثة كاملة لفيل الماموث عند مصب نهر لينا شمال سيبيريا، مدفونة تحت طبقة من الجليد الذي حفظها سليمة تماما منذ آلاف السنين وذلك في عام 1798.
بعد العثور على حفريات العظام التي تشبه إلى حد ما عظام الفيلة الحديثة. عمل العالم الألماني يوهان فريدريش عام 1799 على تصنيف هذه الحفريات على أنها «Elephas Primigenius» . وهي عظام تشبه عظام الفيلة التي تم العثور عليها في أوروبا.
بمشاركة العالم الفرنسي "جورج كوفييه"; خلص الاثنان إلى أن الحفريات تنتمي إلى نوع من الحيوانات المنقرضة يسمى الماموث الصوفي. الذي كان يعتبر جنساً مستقلاً، أطلقوا عليه اسم "Mammuthus Primigenius".
في السنة 1806; عالم الأحياء النباتية " ميخائيل إيفانوفيتش ادامز " وجدت أول جثة لماموث كامل تجمدت في سيبيريا. ومنذ ذلك الحين، بدأ العلماء في العثور على ما يقرب من اثني عشر من الأنسجة اللينة للماموث.
أسباب انقراض الماموث
لعب بشر ما قبل التاريخ دورًا في انقراض الماموث الصوفي في جزيرة رانجل في المحيط المتجمد الشمالي (ويكيبيديا) |
ومن المعروف على أن الماموث كان يستوطن النصف الشمالي للكرة الأرضية عبر مساحة شاسعة امتدت من إسبانيا إلى ألاسكا، وذلك خلال العصر الجليدي الأخير.
ويعتقد العلماء على أن هذا الحيوان الشبيه بالفيلة ، قد قل تواجده عند انتهاء العصر الجليدي ، نتيجة لتضافر عدة عوامل مرتبطة بالظروف المناخية التي تسببت في ارتفاع درجة الحرارة منذ 15 ألف عام ، ولكن الصيادين لعبو دورا كبيرا في انخفاض أعداده ، حيث حاولوا اصطياده لفترة من الزمن وبعدها انقرض.
بعد وفاة الماموث؛ ظلت بقاياها مجمدة بين ثنايا الأرض حتى عثر عليها البشر سواء كانوا صيادين أم علماء متخصصين في علم الحفريات. وبخلاف الحفريات الضخمة مثل الديناصورات التي تم العثور على عظامها في أماكن كثيرة من الأرض؛ فقد عثر على مستحاثات الماموث على شكلين اثنين:
- الأول: هي بقايا أجزاء من الهيكل العظمي والأسنان (القرون) العاجية التي وجدت بوفرة في سيبيريا حتى أصبحت تصدرها للصين وأوروبا في العصور الوسطى.
- الثاني: هي جُثث كاملة محنطة مُجمدة ومحفوظة جيدًا في باطن الأرض في سيبيريا أيضًا؛ والتي حافظت على هيكلها جيدًا.
الهندسة الوراثية وإعادة إحياء الماموث
يقول علماء من جامعة هارفارد، أنه بإمكانهم عزل جينات من الماموث الصوفي ودمجها بجينات الفيلة الحالية بهدف إنتاج فيل/ماموث هجين، وذلك باستخدام تقنية "CRISPR CAS9" للتعديل الجيني، مما يفتح المجال لإعادة استنساخ جنين ماموث صوفي.
في حال نجاح العملية، فإنه سيمكننا "إنقاذ الكوكب" وذلك لكون الماموث يخلق بيئة قادرة على وقف ذوبان التربة الصقيعية في سيبيريا، مما يحد من انبعاث غاز الميثان حسب قول الباحثين.
لا تزال العديد من العقبات أمام نجاح المشروع أهمها حاجة الخلايا الجذعية للاستنساخ، ونقل الجنين المستنسخ لرحم بديل أو اصطناعي، وفي حال ولادته وجب توفير موطن مناسب له، ومحاولة اقناع العامة بفوائد الكائنات المعدلة وراثيا وإطلاقها في الطبيعة.
من هذا خلال هذا المشروع الضخم سيتحقق هدفين، اولهما تأمين بديل مستقبلي للفيل الأسيوي الذي يتعرض لخطر الانقراض وثانيهما المساعد على مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.