recent
أخبار ساخنة

القضاء على السرطان نهائيّا بفيروس الحصبة .. انتظر ليس تماما

الصفحة الرئيسية
استخدام فيروسات الحصبة المعدلة وراثيا للقضاء على الخلايا السرطانية


كيف يمكن لفيروس طبيعته الضرر أن يكون سببًا في الشفاء؟


ليس تماما، فوسائل الإعلام، التقليدية والاجتماعية على حد سواء، تعج بأخبار باحثين نجحو في القضاء على السرطان بواسطة فيروس الحصبة.
منذ الخمسينات والتجارب السريرية التي أجراها الأطباء على مرضى السرطان لإثبات إمكانية القضاء على الخلايا السرطانية باستخدام الحقن بأحد أنواع الفيروسات كثيرة؛ حيث حاول أطباء ونجحوا في القضاء على بعض أنواع الخلايا السرطانية للعديد من المرضى، باستخدام الحقن بفيروسات متعددة مثل (فيروسات السفلس الجلدي، فيروسات الجدري، وفيروسات البرد الشائعة).

ومقالتنا هذه هي عن سيدة كانت قد عانت لعدة سنوات من سرطان المايلوما، وهو أحد أنواع سرطان الدم الذي يؤثر على نخاع العظام، ووضِعَت تحت العلاج الكيميائي لفترة طويلة وأجرت عمليتين لزراعة خلايا جذعية، كمحاولات علاجية من قبل الأطباء المعالجين.


كانت الفحوصات قد أشارت بعد ذلك إلى وجود أورام تنمو في جميع أنحاء جسمها، أحدها موجود في مقدمة الرأس، وقام بتدمير عظمة في جمجمتها، وبدأ يضغط على المخ، وقد ذكر الدكتور المعالج لها أن الورم تسلل الى نخاح العظمة.


وقد أشارت عدد من الصحف إلى أن المرأة قد عولجت بجرعة عالية للغاية من لقاح الحصبة العادي، وقد وصف الطبيب ستيفن راسيل، قائد فريق البحث، لإحدى الصحف أنه بعد خمسة دقائق من بداية الحقن بدأت ستاسي في التشنج والقيء، وارتفعت درجة حرارتها إلى ما فوق 40 درجة سيليزية.


وأضاف أنه بعد ست وثلاثين ساعة من الحقن بدأ الورم في مقدمة الرأس بالتقلص والانكماش، واختفى بشكل كامل بعد عدة أسابيع، وبمرور الوقت ماتت الأورام التي انتشرت في أنحاء جسدها، وذكر أن تجربة السيدة ستاسي هي التي نجحت فقط من أصل تجربتين سريريتين بدأوا فيهما معًا.


ولكننا بحاجة إلى أن نكون واضحين تماما هنا:
فقد استخدم الباحثون فيروسًا معدلًا وراثيًا، ولا يوجد دليل على أن فيروس الحصبة يمكن أن تشفي أو تمنع أو تسبب أي نوع من السرطان.
اذن فقصة نجاح واحدة لا تجعل من الأمر علاجا معجزة. نحن بحاجة إلى رؤية النتائج من العديد من المرضى لمعرفة ما إذا كان الفيروس آمنًا وفعالًا في علاج السرطان.


من المهم أيضًا ملاحظة أن نهج فيروس الحصبة لن ينجح مع جميع أنواع السرطان. تم اختيار المايلوما لهذه التجربة حيث يستهدف فيروس الحصبة النخاع العظمي على وجه التحديد. وسوف يحتاج الفيروس إلى تعديلات وراثية كبيرة قبل جعله يستهدف أنواعا أخرى من الخلايا السرطانية، ويجري تصميم فيروسات أخرى لمحاربة واستهداف أنواع مختلفة من السرطان.

استخدم الباحثون في الولايات المتحدة فيروس الحصبة المعدلة لـ "القضاء" على المايلوما

خلاصة التجربة


باختصار ، فان الخطوة الأولى في أي إصابة بعدوى فيروسية هي دخول الخلية، ولدخول الخلية يجب توفر المستقبلات التي ترتبط بها الفيروسات وتمكنها من دخول الخلية وإصابتها. وبدلا من أن يستعمل الفيروس مستقبلا طبيعيا، فإنه يستعمل مستقبلا موجودا على الخلايا الجذعية السرطانية والخلايا الجذعية في الدم. لهذا يتم هندستها وراثيا على وجه التحديد لتصيب الخلايا السرطانية ،
وبهذا تضرب الفيروسات الخلايا المصابة بالسرطان وتقضي عليها فقط من دون مهاجمة الخلايا السليمة.

ويقول الباحثون، إن هذه الدراسة تبعث على الأمل في علاج المزيد من أنواع الأورام السرطانية. كما يعتقدون أن عملية استخدام فيروسات الحصبة المعدلة وراثيا للقضاء على الخلايا السرطانية فعالة وأمينة بنفس درجة استخدامها لمكافحة الحصبة، والتي تستعمل منذ عقود. وتجدر الاشارة لكون هذه الدراسة مجرد قصة نجاح واحدة من تجربة مرحلة مبكرة جداً، والكثير من العمل الذي يتعين القيام به لإثبات أنه يمكن أن يكون علاجاً آمناً وفعالاً للسرطان.

ولكن على الرغم من الكلمات الجريئة وعناوين الصحف الرئيسية ، والتي قد تجعلك تعتقد أن علاج السرطان قائم على الحصبة قاب قوسين أو أدنى ، فإن أفضل نهج لهذه الدراسة الجديدة هو التفاؤل الحذر. إنه علم لا يصدق – ونتيجة رائعة لامرأة واحدة وعائلتها – ولكن (كما هو الحال دائما) لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به.
google-playkhamsatmostaqltradent